تعاني كثير من الأمهات الجديدات من الحيرة والقلق عندما يلاحظن تغيرات على بشرة أطفالهن الرضع، مثل الإحمرار، الخشونة وتغير اللون أو ظهور ما يشبه الكدمات وغيرها. وقد تكون هذه التغيرات طبيعية لا تستدعي أي قلق، إلا أنها في أحيان أخرى تستوجب من الأم الانتباه والمعالجة الفورية.
ومن الأسباب الشائعة التي تؤدي لمثل هذه التغيرات في الجلد هو جفاف البشرة عند الأطفال حديثي الولادة، ولكن كيف تعرفين ما إذا كان طفلك يعاني من جفاف في البشرة أم أن هناك أسباب أخرى تستدعي رعاية طبية خاصة؟
ما تحبينه في بشرة طفلك الناعمة الغضة ذات الرائحة الطيبة هو ما يجعلها أكثر حساسية وعرضة للجفاف خصوصاً في الأشهر الباردة من السنة. سوف نستعرض في هذه المقالة الفروق بين جفاف البشرة العادي والظروف الصحية الأخرى التي تحتاج إلى رعاية طبية، وسنقدم لك نصائح قيمة حول كيفية علاج البشرة الجافة عند طفلك الرضيع.
ما هي أسباب جفاف البشرة عند الأطفال الرضع؟
كل الأطفال تقريباً يعانون من جفاف البشرة من وقت لآخر، وبشكل طبيعي، فإن الأسباب التي تجعلنا نحن الكبار نعاني من جفاف البشرة، هي ذاتها التي تترك بشرة أطفالنا عرضة للعطش، كبرودة الطقس أو الهواء الجاف الذي يترافق عادة مع فصل الشتاء أو قضاء وقت طويل في مياه الحمام الساخنة. غير أن جلد الأطفال أرق وأسرع تأثراً بهذه العوامل.
كيف أعرف أن طفلي يعاني من جفاف البشرة؟
تترواح أعرض جفاف البشرة بين الإحمرار البسيط وصولاً إلى تقشر الجلد أو حتى حدوث تشققات، وفيما يلي أبرز الأعرض التي يجب أن تنتبهي إليها أولاً:
الشفاه المتشققة
يعتبر جفاف الشفتين من المشاكل الشائعة عند الأطفال الرضع، خاصة إن كان لعابهم يسيل كثيراً. وهو ما يجعل الشفاه وما حولها رطبة باستمرار بسبب اللعاب. تسبب هذه الرطوبة تهيج البشرة، وكما هو معروف، فإن البشرة المتهيجة تكون أكثر ضعفاً وعرضة للتشقق.
الخدود الوردية المحمرة
رغم جمالها ورغبتنا دوماً بمداعبتها، إلا أن خدود الأطفال المحمرة قد تكون في بعض الأحيان دليلاً على جفاف البشرة، خاصة إذا كانت مترافقة بتشقق وتقشر الجلد. فهذه الخدود الغضة سهلة التهيج في أيام الرياح النشطة والباردة.
جفاف الجلد المترافق مع الحكة
قد تلاحظين أن طفلك يحاول باستمرار أن يخدش نفسه أو يشعر بالضيق ويبكي دون سبب. عليك أن تنظري جيداً بحثاً عن بقع حمراء في أنحاء جسده، حيث تظهر دائماً وكأنها متهيجة أو متقشرة. إذا وجدت هذه العلامات فقد يكون طفلك من أصحاب البشرة الجافة وعليه فإنك تحتاجين إلى بذل جهد أكبر في حمايته من الطقس البارد.
كيف تفرقين بين جفاف البشرة والأكزيما عند طفلك الرضيع؟
قد تصابين بالحيرة في تحديد ما إذا كانت هذه البقع المتهيجة هي مجرد جفاف في الجلد أم نوع من الأكزيما وأنت محقة بذلك تماماً، فجفاف البشرة يشترك مع الأكزيما بالعديد من المظاهر. ولكن هناك فروق قليلة يمكنك من خلالها تحديد طبيعتها:
- تتميز بقع الأكزيما بحواف أكثر وضوحاً: مع أن البشرة الجافة قد تبدو خشنة ومتقشرة أيضاً، إلا أن الأكزيما تترافق غالباً مع التهاب. وتكون بلون أحمر وردي لدى الأطفال من ذوي البشرة الفاتحة، وقد تكون بلون بني، أرجواني أو رمادي عند الأطفال ذوي البشرة الداكنة. كما قد تظهر على سطح الجلد المصاب بالأكزيما بعض البثور الممتلئة بالسوائل.
- تظهر الأكزيما في مناطق متفرقة من الجسم: تظهر بقع البشرة الجافة غالباً على اليدين، الأرجل، الوجه والشفاه، لكن الأكزيما تظهر أيضاً في مناطق غير معرضة للجفاف مثل، خلف الأذنين، فروة رأسه أو عند ثنايا مرفقيه أو خلف ركبتيه.
- لا ترتبط الأكزيما بالضرورة بالطقس البارد: مع أن الأكزيما مثلها مثل الجفاف، قد تتفاقم في ظروف الطقس الباردة والجافة أو الحمامات الساخنة، إلا أن الأكزيما قد تتأثر أيضاً بعوامل أخرى مثل الحليب، العرق، الغبار، القماش الخشن أو الصابون والمنظفات. وهذا يختلف من طفل لآخر.
كيف تعالجين جفاف البشرة عند طفلك الرضيع؟
تجنبي الحمامات الساخنة الطويلة
املئي حمام طفلك بماء دافئ واختاري غسولاً خال من العطور والصابون القلوي. وعندما يحين وقت تجفيفه، تجنبي فرك المنشفة بجسمه، بل مرريها برفق ونعومة على جلده ولا تنسي وضع المرطب بعد الحمام.
حافظي على ترطيب بشرة طفلك باستمرار
استعملي كريم مرطب لطفلك بعد الحمام ومرة أخرى أو مرتين خلال النهار، وحاولي اختيار الكريمات أو المراهم الخالية من العطور والمضادة للحساسية.
ومن الداخل أيضاً
لا يقل الترطيب الداخلي أهمية عن ترطيب الجلد من الخارج. احرصي على تلقي طفلك الكمية الكافية من السوائل عبر حليب الثدي أو حليب الأطفال. لكن إياك أن تعرضي عليه الماء دون الحصول على إذن الطبيب أولاً وهو ما يحدث غالباً بعد إتمامه شهره السادس.
اضبطي درجة حرارة غرفة الطفل الرضيع
يميل الهواء الساخن إلى أن يكون أكثر جفافاً، لذلك عليك أن تستهدفي حرارة الغرفة لتكون في حدود 20 درجة مئوية ولا تنسي إضافة جهاز بخار لمزيد من الرطوبة.
احميه جيداً في فصل الشتاء
قبل الخروج من المنزل، تأكدي من تجهيز طفلك جيداً عندما يكون الطقس بارداً في الخارج. لا بد من القبعة ولا تنسي وضع كريم مرطب على الخدود واليدين والشفاه، خاصة في أيام الهواء النشط.
كوني مستعدة دائما لسيلان اللعاب
احتفظي دائماً ببعض المناديل القطنية في متناول يدك لتجفيف قطرات اللعاب أو التجشؤ، أو سيلان الأنف التي تسبب جفاف الجلد وخاصة مع الطقس البارد.
اختاري منظف الغسيل لطفلك
تأكدي دائماً من ان منظف الغسيل الذي تستعملينه مصمم ليراعي بشرة الطفل الحساسة.
اختاري منتجات رعاية طفلك بعناية
- منتجات الترطيب
تجنبي كريمات الترطيب التي تحتوي على عطر أو كحول، فهذه المكونات قد تسبب تهيج جلد الطفل. ومع أن اللوشن يعتبر خياراً جيداً للاستعمال اليومي، إلا أن بشرة الأطفال الرضع قد لا تحتاج إلى ذلك القدر من الترطيب، استبدلي اللوشن بالكريمات الأكثر سماكة والتي تتميز بفعالية أكبر على بقع الجلد الجاف.
- منتجات الحمام
لتقليل تأثير جفاف البشرة بعد الحمام، تجنبي استعمال الصابون ومنتجات الحمام الأخرى التي تحتوي على: العطور، المنظفات القلوية، ومزيلات العرق. بل حاولي الاعتماد على شامبو أطفال خالي من الصابون القلوي.
الوقاية من الشمس
يعتقد الناس أن الوقاية من الشمس أمر ضروري خلال فصل الصيف فقط، لكن شمس الشتاء، رغم أنها ليست قوية، فقد تعكس الأسطح الساطعة أو الثلوج الأشعة فوق البنفسجية مما يسبب حروق الجلد.
لا يجب استعمال الواقي الشمسي للأطفال دون سن 6 شهور. عوضاً عن ذلك، حاولي تحديد وقت تعرض طفلك للشمس في ذروة النهار أو استخدمي فلتر للأشعة فوق البنفسجية على عربته أو على نوافذ السيارة.
متى يجب عليّ استشارة الطبيب؟
إن اتباع الاستراتيجيات المذكورة أعلاه سيعمل غالباً على الحفاظ على بشرة طفلك ناعمة ولينة. ولكن إذا بدأت البقع الجافة في الانتشار وكانت أقوى مما ينبغي، بحيث تبدو متشققة أو مؤلمة، قومي باستشارة الطبيب الذي قد ينصح استخدام مستحضرات ترطيب معينة لتساعد طفلك على التعافي بسرعة.